هذا كلّ ما حصل
يتحدّثون عن الحرب، أبناؤها، بهمسِ كلماتٍ بسيطة قليلة ونهائيّة، كما لو أنّها مجرّد قصيدة سيّئة لم تعجبهم. لتلك الدرجة قد تكون القصائد سيّئة، والحروب.
*
ماذا سيُدهِشهم بعد الآن؟ وكيف، لتحافظ على الصغير، الأمّ، تقصّ جسد ابنها الأكبر الميّت من الصّور؟ هو عيدٌ، تقول، من كانت كلّ يومٍ تُدهِشها النجوم.
*
التلفازُ يعرض فيلماً بلغةٍ لا يعرفونها، هم كلّهم تجمّعوا حوله. حتّى أنّ المشاهِدَ، لا تعنيهم.
*
في الخارجِ شجرةٌ تُطلّ من الشُبّاك كأنّها تستغيثُ، أوراقها تهرب، هم يفهمون هذا تماماً، تؤلمهم مثلها الريح، وحتّى أنّهم أيضاً، إذ يراقبونها، يلتفتون صوب المِدفأة، ولو كانت خامدة.
*
خسرتُ ابناً مدهشاً، كان يعرفُ كيف يقطّع الحطب، هذا كلّ ما حصل، تقول الأم.