مسودة.

خرجتُ من سوريا أواخر عام /2013/ متوجّهًا إلى بيروت، كان هذا خياري الوحيد بعد علمي أن الحكومة السوريّة على وشك البدء بسحب زملاء دورتي العسكريّة للخدمة الاحتياطية، علمت لاحقًا باستلام جيران أهلي في منزلهم القديم طلب سحب باسمي.

عملت في دمشق مع الأمانة السورية للتنمية عام 2009 بمشروع مسرح تفاعلي للأطفال اسمه مسار، وتوقفت بعد عام.

بداية عام 2013 تركت في دمشق مشروع فضاء ثقافي بسيط كنت قد بدأت العمل عليه سابقًا ضمن بيت قديم في المدينة القديمة تحت اسم “مشروع مكان”، وهو ما كان يجب أن يكون مساحة بسيطة لتقديم الشِّعر والقصة والموسيقا والسينما والرسم والفنون الأدائية بشكل بسيط ومنظم ضمن إيقاع عمل جماعي لكل من هو مهتم.

مشروع مكان هو تجربة إنجاح جهد فريق مكون من أكثر من عشرة أشخاص بغية إقامة مساحة مكانية فنية بأبسط التكاليف، اعتمد تجهيز البيت على مبدأ إعادة تدوير الأشياء القديمة غير الصالحة للاستعمال، تم تجهيز جزء من المكان لعروض سينمائية قصيرة باستعمال جهاز عرض “بروجيكتور” تمت إعادة صيانته، كما تم تجهيز خشبة صغيرة تصلح للقيام بعروض أدائية بسيطة، استُعمل المكان خلال ساعات الصباح الأولى للقيام بتدريس بعض أنواع الرقصات للمهتمين والمهتمات، كما لتدريس الموسيقا في أوقات أخرى، وللشعر والسينما خلال الأوقات المتأخرة ليلًا، وعلى سطحه المكشوف تم إحضار أدوات وتجهيزات لتعليم بدايات النحت من قبل بعض المشاركين بالمشروع.

تجهيز مساحة نحب التواجد ضمنها وتبادل الخبرات فيها وحضور أشياء نشترك بالاهتمام بها، هذا ربما ما قامت عليه الفكرة بالأساس، لم يكن الهدف ربحيًا، ولدفع أجور المكان كنّا نتعاون جميعًا على التبرع بمبالغ بسيطة جعلتها كثرة عدد رواد المكان كافية للأجرة الشهرية كما لتجهيز الصالة قليلًا بما تحتاج.

ودعت أهلي للمرة الأخيرة ووصلت بيروت، تنقّلت في بيوت عديدة لأصدقاء أعرفهم أو عرفتهم لاحقًا، كتبت الكثير من بيروت وشاركت بنص نثري ضمن كتاب يحوي مجموعة نصوص لكتاب من العالم صادر في إسبانيا.

حاولت العمل بأيّ مهنة فقط لضمان القدرة على الاستمرار، ثمّ وجدت فرصة للعمل كصانع محتوى رقمي ومكتوب “Media” في “مؤسّسة الفكر العربيّ”، عملت معهم على التجهيز لمؤتمر فكر 12، وبالامكان الاطلاع على مواده المصورة المتوافرة على قناتهم عبر موقع اليوتيوب: “Arab Thought Foundation” بين عامي 2015/2016

عمل المؤسسة أمنّ لي استقرارًا مؤقتًا مقبولًا ريثما يحصل أيّ تغيير، خلال سنة واحدة من التعاون معهم تعلّمت الكثير عن التصوير والعدسات والكاميرات لكنني لم أستطع تأمين إقامة نظاميّة في لبنان فبقيت بوضع غير قانونيّ طوال فترة وجودي هناك، عندما انتهى عقدي معهم في سنة واحدة عملت بشكل مستقل على إنتاج وتحرير بعض الڤيديوهات القصيرة لأصدقاء فقط لأجل بعض التحصيل المالي، كما أدّيت بعض القطع الموسيقية الصغيرة على آلة الگيتار لڤيديوهات أخرى وحاولت إنتاج فيلمٍ فنّي مستقل قصير لكن هذا لم يكتمل، وبين كلّ هذا كنت مستمرًا بمحاولة إنتاج كتاب.

ضاق الحال في لبنان وقلّت فرصي في الاستمرار حتى لم أجد خيارًا إلا الرحيل ومحاولة البدء من جديد في مكان آخر، كانت تركيا هي الحل على اعتبار أنّها لم تكن تطلب ڤيزا دخول لحملة جوازات السفر السورية، وصلت اسطنبول أواخر عام /2015/، وواجهت صعوبات عديدة بدأت بعدم وجود إقامة شرعية لي بعد انقضاء فترة السّماح الأولى وما انتهت عند حاجز اللغة وفرص العمل، كتبت الكثير من المقالات من اسطنبول كما عملت على تحرير الملحق العربي لمجلة “Out-Post” الصادرة من بيروت، كان من المفترض أن تستمر المجلة بإطلاق نسخٍ باللغة العربية لكن ظروف التمويل أبقتها بعيدة عن الاستمرار المنظم. www.the-outpost.com

نشرت بالتعاون مع صديق كتابًا صغيرًا عن دار نشر “بيلسان” في برشلونة باللغتين العربية والكاتالانية بعنوان “جزر نهرية مؤقتة”، وأحضّر الآن للانتهاء من كتاب شِعريّ باللغة العربية مع ترجمة إسبانية كاملة له، كما أعمل على مشروع كتاب آخر سيحوي بعض الترجمات العربيّة لبعض المنتوجات الأدبيّة الإنگليزية خلال القرن الماضي. جُزُر نهريّة مؤقّتة | Illes diürnes provisionals

حاولت إنشاء موقع إلكتروني خدمي في اسطنبول والاستناد عليه لأجل أن يكون عملًا مشتركًا مع مجموعة تركية مهتمة بشؤون الأجانب، ”www.inhabitales.com” لكن هذا لم يفلح، أعيش في اسطنبول الآن بلا أوراق تعريف تركية أو إقامة شرعية، كما انتهت صلاحية جواز سفري ولم أستطع تجديده، ولن يفيد تجديده في إعطائي وجودًا شرعيًا هنا بل فقط قد يفيد في حال قدرتي على السفر.

أكتب في بعض المواقع الأدبيّة الإلكترونية وبعض الصحف والمنشورات المطبوعة، كما أدوّن بعض ما أكتبه في مدوّنة خاصة: www.talalboukheder.com

روابط لبعض المواد المنشورة:

https://www.arab48.com/%D9%81%D8%B3%D8%AD%D8%A9/%D9%88%D8%B1%D9%82/%D8%A3%D8%AF%D8%A8/2016/11/01/%D8%B9%D9%86%D8%A7%D9%83%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%88%D9%81http://refugeesps.net/post/4764/%D9%87%D9%88%D8%B3%D9%8C-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%82%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A4%D9%82%D8%AAhttps://www.rommanmag.com/view/posts/postDetails?id=4744

https://dahnon.org/archives/author/talal

https://www.alaraby.co.uk/search?searchedtext=%D8%B7%D9%84%D8%A7%D9%84%20%D8%A8%D9%88%20%D8%AE%D8%B6%D8%B1&pagenumber=1