لبلاب
لا أعرفُ إن كنت أعرف اللبلاب أم لا. قرأت عنه الكثير ولم أميّزه، ربّما أنا رأيتهُ وظننته صفصافاً، أو ربّما استندتُ إليه مرّةً وقلتُ ما أغربها هذه الزّانة. لست واثقاً إذاً حتى من الصفصافة والزّانة، أو، يمكن، لست واثقاً من أيّ شيءٍ أعرفه، ولا أعرف إن كنت سأحبّ اللبلاب أم لا، إن عرفتهُ.
ليس مهمّاً كل هذا، العقل شكٌّ متواصلٌ لا ارتكازٌ مُطلقٌ، لا يريحُ، لكنّ الحسّ أكثر إقناعاً، أكثر دفئاً أيضاً وفرديّة وخصوصيّة، سيأخذني الحسّ “أوّلاً” لأن أعقلَ “ثانياً” ما إليه أرتاح، لا ما قرأت عنه أو ما صدّقته أو ما قيل لي.
ربما سأكتب يوماً ليصدّق أحدهم أني عرفت شيئاً بلا عقل، معرفةٌ بحسٍّ فقط كصوتٍ متواصل يناديك، أو ربّما، أنا لا أعرف كيف أشرح العقل، قد يكون هو أن تهدأ فقط، أو ربما ألّا تخطئ محاولاً تفسير كلّ ما تشعر، هو أن تشعر فقط، وأن تسمح لنفسك أن تصغي، إلى حفيفٍ خفيفٍ لا تفهمهُ، وليس مهمّاً أن تفهمه، يعجبك دون أن تراه، أثناء بحثك عن اللبلابة أو الصفصافة أو الزّانة.
*
الهدوء، أثناء عاصفة، هو أن تكون قادراً، على الإنصات، والمشي، والتحدث، والضحك، والتقاط الروائح، وفعل كل ما عقلك يريد، دون أن تنسى، بحسّك، أنك تبحث عن اللبلاب، وأن هناك عاصفة. * .. https://www.alaraby.co.uk/texts/2015/10/13/%D8%AD%D9%81%D9%8A%D9%81-%D9%84%D8%A7-%D8%AA%D9%81%D9%87%D9%85%D9%87