سأفتحُ النافذة
المرّةُ الأخيرة التي زرتُ فيها حَلب كانت لمُدّة خمس دقائق في عام 2011 لأجل تدخين سيجارة واحدة قُربَ صديقٍ ماتت أمّه. ماتَ هو اليوم، أشعلتُ سيجارتين.
*
أولئك الأحياءُ الذين لن أراهُم بعدَ الآن، أدخّنُ عنهم أيضاً، دون أن يعلموا، يفعلون ذلك أيضاً، وأعلم.
*
لا أصدقاءَ كُثر، بعضُهم القريب الذي يفهمُ كيفَ يصيرُ كلّ شيءٍ فجأةً، غيمة.
*
ليسَ حُزناً كُلُّ هذا، غيمٌ هو فقط، غيمةٌ صغيرة قرب سيجارتين.
*
ليسَ برداً كُلُّ هذا، هو الصُبحُ فقط، الشمسُ آتية، سأفتحُ النافذة إذاً.
*
خدرٌ خفيفٌ تتركهُ السيجارة كأثرِ موسيقى بعيدة لا تسمعها بوضوح.
*
دفءٌ أيضاً، في الموسيقى البعيدة.
*
السيجارةُ ثديٌ أبيض أسطوانيٌ بحلمةٍ زهريّة، الأصابع كُلّها أعضاء جنسيّة، كانَ يُحبُّ أن أقول له هذا، كُلّما فاجأتهُ أمّهُ ونحنُ ندخّن.
*
كُنّا نضحك.
*
الموسيقى ما زالت بعيدة، سأفتحُ النافذةَ إذاً.