القصّة التي لم تُغيّر وجه العالَم

حَسَن كانَ عاطفيًّا رقيقًا، حسّاسًا، شَديد النّبل والشّهامة، وكان يُحبُّ الكتابة، وتسجيلَ كلّ ما حولهُ يَحدُث.

كثيرًا ما حكى حسن عن رغبتهِ بكتابة قصّةٍ واحدة يستطيعُ بها تغيير وجه العالَم، حسن لم يكن يحبّه، كان يحلُم بتغييره.

توصّل حسن لفكرةٍ واحدة سحرَتهُ وامتلكتهُ تمامًا، لم يتحدّث عن تفاصيلها لكنّه كان شديد الحماس وقال أنّه سيبدأ كتابة فكرتهِ على شكلِ قصّةٍ صغيرةٍ واحدة، سيتغيّر بها لابدّ وجه هذا العالم للأبد.

غابَ حسن لأيّامٍ طِوال، اختفى تمامًا، قيلَ أنّه لا يَخرج بسبب بعض التّقلّبات المِعويّة التي يُعاني منها، وقالَ طبيبٌ أنّها ربّما تراكمُ سنواتٍ من مُناورةِ الجّوع والتّغذية السيّئة.

عرفنا بعدها أنّ حسن كانَ يُعاني من عدمِ قدرتهِ على إخراج ما في أحشائه، لم يكن يستطيع التبرّز، كما لم يَعُد يتناول أيّ شيءٍ أيضًا.

ماتَ حسن صباحَ يومٍ مُشمِس، لم يكتب القصّة ولم يُخبِرها لأحد.

في جنازتهِ صاحَ طفلٌ صغير: هذه جنازةُ حسن الذي قتلتهُ خرية.

هكذا ماتَ حسن، العاطفيّ الجّميل، الرّقيق، الحسّاس، هذه هي قصّة حسن الذي لم يستطع تغيير وجه العالَم.

*